عبودية الألم
حين تضيق الأرض وتغدو السماء الزرقاء رمادية، ويغمرني الصمت كأنفاسٍ مثقلة، حين يصبح النهار امتدادًا للعتمة وتنزف الروح بلا جرح ظاهر، ويغدو النبض كسولًا كمن ينتظر شيئًا لا يأتي، أمرّ بكل ذلك وكأنني لست هنا. لا أشعر بشيء، ولا أرغب في الشعور بشيء، فقط دوامة معاناة داخلية لا يفهمها أحد. كل شيء ثقيل: جسدي، رأسي، حتى نفسي.
أعيش الأيام لتمُر لا لأعيشها، تمضي فوقي لا معي، أعدّ الساعات لا رغبةً بالحياة، بل انتظارًا لانتهائها، ومع ذلك لا يأتيني شيء. لا راحة، لا خلاص، لا معنى.
أريد حريتي، حريتي أن أتوقّف عن المحاولة، لكن أي حرية تُرجى من عقلٍ ينهشني؟ من قلق يأكلني؟ من ليلٍ لا يرحل؟ حريتي أن أكون فارغة دون ألم، أن أتحرر من عبوديته، أن أختفي دون تفسير، أن لا أضطر للمواجهة كل صباح
أنا المتعبة من التفكير، التي سئمت من جلد ذاتها، الغارقة في دوامة لا قرار لها، أنا من انهارت بصمتٍ لا يسمعه أحد، ومنذ ذلك اليوم… لم تعد تقاوم، فقط تنتظر أن ينتهي كل شيء، بصمت يساويها بالعدم.